التغيير عند الإمام عبد السلام ياسين: مفهومه ومرجعيته وشروطه

0 1٬292

د. ربيع حمو، باحث في الفكر الإسلامي

مدير المركز الدولي للدراسات والأبحاث التربوية والعلمية – المغرب

تقديم

تكتسي المفاهيم عند كبار المنظرين وأصحاب المشاريع المجتمعية أهمية كبرى لأنها تمثل ذلك النسيج الذي ينتظم تفاصيل مشاريعهم ويختزن تصوراتهم ورؤاهم.  كما تشكل تلك المفاهيم أدوات فهم وتحليل للتاريخ والواقع، ومنطلقات تأسيس للمستقبل. لكن من المسلم به أن المفاهيم في هاته المشاريع تقصر عن التعريف بها المصطلحات المعْلِمة عنها أو التعريفات المختصرة لها، بل يجب استقراء مختلف مدلولاتها من خلال كتاباتهم وتحديد مرجعياتها، وحصر المفاهيم المجاورة لها والمتفرعة عنها، ومختلف توظيفاتها في المجالات والمحاور التي شملتها تآليفهم.

وقد عمل الأستاذ عبد السلام ياسين صاحب نظرية المنهاج النبوي على تحديد المفاهيم المركزية المؤسسة لمشروعه التجديدي ونحت مدلولاتها من خلال استمداد عميق من القرآن الكريم والسنة الشريفة والسيرة النبوية سعيا إلى التأسيس لإجابات عن إشكالات الأمة الراهنة.

وحرصا منه على “إقامة جسور من أجل الحوار” وضمان ولوج سليم لعتبات نظريته فقد ألف كتابا مفردا لهاته الغاية هو كتاب: “مقدمات في المنهاج”، افتتحه بأهمية التحديد المفاهيمي الذي لا يقف عند “المعرفة الأولية بموضوع ما” بل يسعى لمعرفة الحق. وقد اقتفى الأستاذ منهجَه ذلك من أثر أئمة الأمة الذين كانوا “يصدرون كتبهم بفقرات يوضحون فيها مقاصدهم ومصطلحهم ليكون القارىء على بينة من المسار المطلوب”.

وإن الدارس لتراث الإمام المجدد رحمه الله يجد أن التغيير مفهوما مركزيا في مشروعه إذ يشكل الإطار العملي لتنزيل نظرية المنهاج النبوي، فالتغيير ” قيام من السقطة الكبيرة التي انحدرت فيها الأمة عدة قرون”، لذلك تَطلّب الاشتغال على هذا المفهوم تحديدا استدعاءُ المنهج الاستقرائي التحليلي؛ وهو استقراءٌ ساءَلَ مختلف إنتاجات الإمام حول مفهوم التغيير ومرجعيته وشروطه. 

وقد انتظمت ما حصلته من إجابات من خلال ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: مدلولات التغيير في نظرية المنهاج النبوي
المبحث الثاني: سؤال مرجعية التغيير في نظرية المنهاج النبوي
المبحث الثالث: شروط التغيير في نظرية المنهاج النبوي

Loader Loading...
EAD Logo Taking too long?
Reload Reload document
| Open Open in new tab

تحميل [0.00 B]